أسرار خطيرة في قضية بنات هالة سرحان

وصل عدد البلاغات المقدمة للنائب العام ضد الدكتورة هالة سرحان الي خمسة حتي الآن،
منها ثلاث لفتيات تمت استضافتهن في برنامجها 'هالة شو' وتحدثن كفتيات ليل محترفات،
واثنان أحداهما من محام اعتاد رفع القضايا والثاني من مصطفي عبدالعزيز رئيس حزب
المحافظين.. ولايدري أحد كم سيصل عدد البلاغات حتي الأسبوع القادم.
مساء
الثلاثاءا لماضي أمرت النيابة باستدعائها للتحقيق معها في هذه البلاغات أما السبب
فهو حلقات قدمتها هالة سرحان تحت عنوان 'فتيات الليل وبيع الجسد' أذيع منها أربع
وبقيت اثنتان تم توقف عرضهما.
ولم يكن أكثر المتشائمين بشأن الاعلام المصري
والعربي يتوقع ان تهمة كهذه يمكن توجيهها لاعلامية بحجم هالة سرحان، وفريق الإعداد
الذي يقف خلفها لكنه حدث وخرجت الفتيات للتأكيد علي أنهن قدمن أنفسهن كفتيات ليل في
البرنامج مقابل أربعمائة جنيه، وظهرن في برنامج آخر علي فضائية اخري ليصرخن بحثا عن
كرامتهن التي أهدرتها الدكتورة وينكرن ما قلنه ويصرخن من الفضائح التي تعرضن
لها.
وبعد ان تحول ما حدث الي ضجة كبري بين الجمهور والاعلاميين وبعد ان أكد
الكثيرون ان ما يجري مجرد بداية فقط وأن الحقائق المرعبة سوف تظهر فيما بعد.. فان
سيل الاسئلة قد بدأ.. هل حقا 'فبركت هالة سرحان' حلقات برنامج لتحدث ضجة اعلامية
علي حساب سمعة فتيات بريئات؟ وهل هن بريئات فعلا حين يتحدثن عن أنفسهن بهذا الشكل
مقابل أربعمائة جنيه؟، وما الذي يجعل قناة مثل 'المحور' تتحمس لموضوع كهذا دون ان
تتأكد من 'روتانا'، وهل هناك أصابع خفية وراء القصة كلها..؟ وماهي علاقة تأجيل عرض
البرنامج بإثارة القضية التي أدت الي وقف عرضه؟
وماهي القصة الأصلية لما حدث،
خاصة انه تم وقف الحلقات وطلبت النيابة العامة النسخ الأصلية (بدون مونتاج)
لها.
كانت البداية عند الكاتب سيد علي الصحفي بالأهرام، والذي كان أول من علق
علي الحلقة اليتيمة التي أذيعت من ثلاث حلقات خصصت لفتيات الليل في برنامج 'هالة
شو' يقول سيد علي:
كنت أشاهد التليفزيون في بيتي، وبالتحديد حلقة من برنامج
أوبرا وينفري المذيعة الامريكية الشهيرة، وكانت عن اثنتين من النساء الامريكيات
فقدتا زوجيهما في العراق، فتجاوزتا الحزن بشكل ايجابي حيث جمعن تبرعات وذهبتا الي
افغانستان لمساعدة ضحايا الحرب هناك، وما ان انتهت الحلقة حتي قمت بتغيير المؤشر
الخاص بالقنوات الي قناة روتانا سينما لأجد هالة سرحان تستضيف مجموعة فتيات، ويتم
الحديث بصيغة غريبة عن 'ضابط ياخد واحدة.. وواحدة مجانا' وعن أنهن يعملن في الترفيه
عن الرجال وما شابه.. اصبت بحالة ذهول فالمفارقة بين النموذج الذي قدمته أوبرا،
وذلك الذي قدمته هالة مرعبة والفارق بشع، فكتبت مقالا تحت عنوان 'نساء اوبرا ونسوان
هالة سرحان' واستعرضت النموذجين، وبعد النشر انهالت عليٌ الاتصالات من مصر والدول
العربية، والعالم، وقد استفزني أن تكون الحلقة عن البغاء العربي، ولاتقدم سوي نماذج
مصر، وكأن مصر هي معمل تفريخ فتيات الليل في المنطقة المهم ان من بين الاتصالات
وجدت سيدة تدعي 'شادية' اتصلت أكثر من ثلاثين مرة، وقمت بالرد عليها وعرفت انها
والدة احدي الفتيات اللاتي ظهرن في البرنامج، فرفضت الاستماع وطلبت منها ان تأتي
اليٌ في المكتب ومعها ابنتها، ومرة اخري اصبت بذهول فشكل الفتاة لايمكن ان يسمح لها
بأن تكون أي شيء، وحاولت الاتصال بالدكتورة هالة سرحان فلم ترد، فحاولت مع أي من
مسئولي البرنامج فلم يرد أحد.. وبالصدفة تحدث اليٌ بشير حسن من برنامج '90 دقيقة'
وكان يريد ان يتحدث في الموضوع نفسه فقلت له ان احدي الفتيات ووالدتها
عندي..


حكاية المحور


ويلتقط بشير حسن الخيط من الكاتب سيد
علي ليستكمل القصة قائلا: تعرفت علي الأم وابنتها واقنعتهما باستدعاء فتاة اخري من
اللاتي ظهرن في الحلقة، وقمت باستدعاء كاميرا '90 دقيقة' وقمنا بالتسجيل لفترة
استمرت نحو أربع ساعات حتي حصلت عي رقم تليفون فتاة ثالثة وقمنا باقناعها وجاءت
ايضا.
هل كانت لديهن رغبة في التسجيل؟
­في البداية رفضن خوفا من تجربتهن مع
الدكتورة هالة سرحان فقد وعدتهن باخفاء وجوههن وتغيير أصواتهن، فوعدتهن وأقسمت لهن
اننا سوف نخفي وجوههن تماما ونقوم بعمل تشويش علي أصواتهن، فاقتنعن.
هناك ست
فتيات ظهرن في روتانا.. والشكوي صادرة من ثلاث فقط هن من قمن بالتسجيل معك.. كيف
تفسر ذلك؟
­البنات الثلاث اللاتي سجلت معهن لايعرفن الأخريات، وهن صديقات وما
وجدته في النهاية قدمته.
لماذا تحمست لهذا الموضوع؟
­استشعرت انهن ضحية
للفقر، وهن خريجات جامعة، وكل ذنبهن انهن كن يشاركن في التصفيق بالبرامج مقابل
ثلاثين جنيها فاتصل بهن ريجسير يدعي 'رضا'­ طبقا لروايتهن­ وحين وصلن طلبت منهن
الدكتورة هالة تمثيل هذا الدور.


واقعة


هناك عرف عام في
الاعلام وهو انه لايصح ان يهاجم منبر منبرا آخر أو يكذبه.. لماذا خالفت هذا
العرف؟
أولا أنا لم اهاجم الدكتورة هالة، وليس بيني وبينها أي موقف، وأفخر انني
كنت ضيفا في برامجها، لكنني وجدت نفسي أمام واقعة تمس كل فتاة مصرية، والأهم من
التزام المنابر تجاه بعضها هو التزامها جميعا تجاه الشعب المصري، وحين اجد اما
تحاول تقبيل يدي وتقول لي ساعدني لأسترد كرامتي وكرامة ابنتي التي تم التغرير بها
فكيف أتصرف؟.. أنا هنا أمام واقعة 'فبركة اعلامية'، ورغم ذلك فحين ظهرت في برنامج
'90 دققة' لم أهاجم الدكتورة هالة فهي اعلامية كبيرة ولكن قد تكون تعرضت
لخدعة.
أليس أيضا التزاما انه حين تكون لديك قضية يجب ان يتحدث طرفاها وليس طرفا
واحدا؟
تحدثت الي الكاتب الصحفي محمد هاني المشرف علي الاعداد فلم يرد، وطلبت
الدكتورة هالة سرحان فكان تليفونها مغلقا، وحاول فريق الاعداد الذي يعمل معي
الاتصال بها حتي يوم الأحد الماضي أثناء وجودي في النيابة فلم ترد أيضا.
وأثناء
اذاعة الحلقة علي المحور وجدت اتصالات من بعض العاملين في برنامج 'هالة شو' مثل
منسقة البرنامج أو المونتير وما شابه وهؤلاء لاعلاقة لهم بالأمر، فلدي ادعاء من
ثلاث فتيات ضد هالة سرحان نفسها، وبالتالي المطلوب ردها شخصيا.
ألا تجد ان
الحديث عن هؤلاء الفتيات باعتبارهن ضحايا للاعلام صعب.. خاصة انهن شوهن سمعتهن
بكامل ارادتهن؟
فقرهن دفعهن لذلك، وخطؤهن لايغتفر، لكني اتصور انهن ­ حسب
روايتهن­ حين شعرن بالطمأنينة بعدما اقسمت الدكتورة هالة بابنها محمد تحدثن­ وهذا
كله وفقا لما روينه­
أيهما أكثر خطرا­ من وجهك نظرك كإعلامي­ العهر ام ادعاء
العهر؟
الاثنان اخطر من بعضهما!!


شهادة مخرج


كان المخرج
مجدي احمد علي احد ضيوف حلقات روتانا، وقد لجأنا اليه بحكم مهنته.. وسألناه هل كان
ما تفعله البنات أمام الكاميرا يشير الي اي تمثيل؟
­الفتيات كن حقيقيات لأقصي
درجة، فالمسألة ليست حكاية يحفظها الشخص ويلقيها، فهناك لغة وقصص فرعية وهناك
ارتباك في لحظة معينة ومنهج.. واذا كان صحيحا انه تمثيل فهؤلاء الفتيات يصبحن
ممثلات عالميات.
اذن كيف تفسر ما يحدث؟
­اتصور أن المقصود بهذا الهجوم هي
هالة سرحان نفسها لأني اولا لا استطيع ان افهم كيف تم التعرف علي صوت فتاة تم اخفاء
وجهها وتشويه معالم صوتها.. القصة فيها درجة كبيرة من الافتعال.. وهالة سرحان خاضت
معارك كثيرة علي جبهات مختلفة وهذا جعل لها اعداء كثيرين انا اشعر بشيء مريب في
الأمر.