الحبيب رزق باتيستا نائب المدير العام
عدد الرسائل : 25 تاريخ التسجيل : 22/09/2006
| موضوع: النبوة والعهد المكي الأحد نوفمبر 12, 2006 8:13 am | |
| النبوة والعهد المكي كان الشرك و عبادة الاصنام أكبر مظهر من مظاهر دين أهل الجاهلية من قريش و الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث كانوا يعبدونها ويعكفون عليها و يلتجئون إليها و يستغيثون فى الشدائد ويدعونها لحاجتهم معتقدين أنها تحقق لهم ما يريدون بالاضافة إلى إنتشار الرذائل مثل الزنا و شرب الخمر ، كما أن الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كانت مجموعة من القبائل المتناحرة و المتباغضة يأكل القوى فيهم الضعيف .غار حراءلما قارب النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سن الأربعين كانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه و بين قومه , و حبب إليه الخلاء , فكان يذهب إلى غار حراء في جبل النور على بعد نحو ميلين من مكة فيقيم فيه شهر رمضان و يقضى وقته فى العبادة و التفكر والتأمل فيما حوله من مشاهد الكون و فيما وراءها من قدرة مبدعة , وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك , و لكن ليس لديه طريق واضح , ولا منهج محدد ولا طريق قاصد يطمئن إليه و يرضاه و كان إختياره لهذه العزلة تدبير الله له ، و ليكون إنقطاعه عن شواغل الأرض و ضَجَّة الحياة و هموم الناس التي تشغل الحياة ، وكانت نقطة تحول وإستعداد لما ينتظره من الأمر العظيم ، لحمل الأمانة الكبرى و تغيير وجه الأرض ، و تعديل مسار التاريخ ... قدّر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات ، ينطلق في هذه العزلة شهراً من الزمان يتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون ، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله .جبريل يتنزل بالوحينزل الوحي لأول مرّة على رسول الله محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو في غار حراء ، حيث جاء جبريل - عليه السلام ، فقال : إقرأ : قال : ( ما أنا بقارئ - أي لا أعرف القراءة ) ، قال : ( فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : إقرأ، قلت : مـا أنـا بقـارئ ، قـال : فأخذني فغطني الثانية حتى بلـغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : إقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ، ثـم أرسلـني ، فقال : قالب:إقرأ بإسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * إقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم . سورة العلق : 1 - 5 ، فأدرك النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن عليه أن يعيد وراء جبريل هذه الكلمات ، ورجع بها رسول الله يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال : ( زَمِّلُونى زملونى ) ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة : (ما لي؟) فأخبرها الخبر ، ( لقد خشيت على نفسي )، فقالت خديجة : كلا ، و الله ما يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، و تحمل الكل ، و تكسب المعدوم ، و تقرى الضيف ، و تعين على نوائب الحق ، فأنطلقت به خديجة إلى إبن عمها ورقة بن نوفل و كان حبراً عالماً قد تنصر في الجاهلية ، و كان يكتب الكتاب العبرانى ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، و كان شيخًا كبيراً فأخبره خبر ما رأي ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى . و قد جاءه جبريل مرة أخرى جالس على كرسي بين السماء و الأرض ، ففر منه رعباً حتى هوى إلى الأرض ، فذهب إلى خديجة فقال : [ دثروني ، دثروني ] ، وصبوا على ماءً بارداً ، فنزلت : قالب:يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ .[[ المدثر : 1 - 5 }} ، وهذه الآيات هي بداية رسالته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم بدأ الوحى ينزل ويتتابع لمدة ثلاثة وعشرون عاماً حتى وفاته .الدعوةكانت الدعوة في بدء أمرها سرية لمدة ثلاث سنوات , حيث إن قومه كانوا جفاة لا دين لهم إلا عبادة الأصنام و الأوثان ، و لا أخلاق لهم إلا الأخذ بالعزة ، و لا سبيل لهم في حل المشاكل إلا السيف ، و ممن سبق إلى الإسلام أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ، وإبن عمه علي بن أبي طالب و كان صبياً يعيش في كفالة الرسول ، ومولاه زيد بن حارثة ، و صديقه الحميم أبو بكر الصديق . أسلم هؤلاء في أول يوم الدعوة . ولما تكونت جماعة من المؤمنين تقوم على الأخوة و التعاون ، و تتحمل عبء تبليغ الرسالة و تمكينها من مقامها ، نزل الوحى يكلف رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و سلم ، بإعلان الدعوة.الإضطهاداتأعمل المشركون الأساليب شيئاً فشيئاً لإحباط الدعوة بعد ظهورها في بداية السنة الرابعة من النبوة ، و من هذة الاساليب السخرية و التحقير ، و الاستهزاء و التكذيب و التضحيك , إثارة الشبهات و تكثيف الدعايات الكاذبة . و قالوا عن الرسول صلى الله عليه وآله و سلم : أنه مصاب بنوع من الجنون ، و أحياناً قالوا : إن له جناً أو شيطاناً يتنزل عليه كما ينزل الجن و الشياطين على الكهان , وقالوا شاعر ، وقالوا ساحر ، و كانوا يعملون للحيلولة بين الناس و بين سماعهم القرآن ، و معظم شبهتهم كانت تدور حول توحيد الله ، ثم رسالته ، ثم بعث الأموات و نشرهم وحشرهم يوم القيامة و قد رد القرآن على كل شبهة من شبهاتهم حول التوحيد ، و لكنهم لما رأوا أن هذه الأساليب لم تجد نفعاً في إحباط الدعوة الإسلامية إستشاروا فيما بينهم ، فقرروا القيام بتعذيب المسلمين و فتنتهم عن دينهم ، فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام ، و تصدوا لمن يدخل الإسلام بالأذى والنكال , حتى أنهم تطاولوا على النبى محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) و ضربوه ورجموه بالحجارة فى مرات عديدة ووضعوا الأشواك في طريقه ، إلا أن كل ذلك كان لا يزيد النبى و أصحابه إلا قوة و إيماناً , و مما زاد الامر سوءاً أن زوجته خديجة و عمه أبو طالب يموتان فى عام واحد و سمى هذا العام بعام الحزن و كان ذلك فى عام 619 م . واستمرت الدعوة ثلاث سنوات سراً . | |
|